شجرة نسب امزيغ الشاوية الحنانشة
اكبر تجمع للحنانشة سوق اهراس ولاية الطارف تبسة وجزء من عنابة
لحنانشة،
فقد ذكرناهُم آنفاً في هوّارة التّلول، وهُم قبيلة شاويّة كبيرة، كانت
زعامتها في نهاية العهد العثمانيين وبداية الإحتلال الفرنسي لعائلة الحرار،
وهم بلا شكّ، بنو بعرة بن حنّاش بن ونّيفن الهوارة، الذين ذكرهم ابن
خلدون، وهُو القَولُ الذي أخذَ بهِ الكاتب العسكري الفرنسي Feraud، والذي ذهب إليه De Slane أيضاً، في ترجمته لجزء تاريخ البربر، من تاريخ ابن خلدون. وقد أخطأ الرّحالةُ الإسپاني Marmol
فعدّهُم في بُطونِ العربِ الدّاخلين أفريقيَة في (القرن 11م)، والتَبَسَ
عليهِ الأمرُ، فظنّهُم أولاد حنّاش، من بُطونُ عَيّاض، من قبائلِ الأثبِجِ
الهلاليّة، الموطّنة بجبل القلعة. وأخذَ Carette برِوايَة Marmol،
هُو الآخرُ، وتبعهُ في ذلك كثيرٍ مِمَّن كتب عن الحنانشة. وكانَ جدّهُم
أبو الطّيّب بعرة بن حنّاش بن ونّيفَن، شَيخَ قبائلِ هَوّارة، قد أبلى
بلاءً حسناً في معركَة وادي شبرو العنيفة، التي وَقَعَت في نواحي تبسة، بين
جيوش الموحّدين وحلفائهم من عرب بني عوف بن سُليم من جهة، وجيوش ابن
غانية المايوركي المرابطي، وحلفائه من عرب الذواودة المرداسيين، من قبيلة
رياح الهلاليّة، ومن معهم من بربر هوّارة، من جهة أخرى. وانهزمت إذاكَ
جيوش ابن غانية، وفرّ هُوَ إلى جهة طرابلس، وأصبح يردد الغارات على جيوش
الموحّدين، وهزمهم في كثير من المعارك، إلى أن هلكَ، وانمحَت فتنتُهُ
بهلاكِهِ. وبَقِيَ بنو هّوّارةُ على ثورَتِهم، وكانوا من قبل قَد خضَعوا
للموحّدين في تونس، ولما انتقلت السّلطة إلى بني عمومتهم الحفصيين ظهر
منهم بعض التّمرّد وامتنعوا عن آداء المغرم، وأضرّوا بحركات القوافل، فخرج
إليهم السّلطان أبو زكريّا من تونُس في عام 1238م، وبعث لهم يخبرهم أنه
يريد أن يستعين بهم لحرب أهلِ أوراس، فتوافدوا عليه في معسكره ففتك بهم
قتلاً وسبياً، واغتصب أموالهم، وقتل كبيرهم أبا الطيب بعرة بن حناش، وأفلت
من أفلت منهم ناجياً بنفسه، واستقاموا بعد ذلك على الطاعة. وكانت هذه
الواقعة بنواحي تيفاش من أرض هوّارة، وتقعُ هذه المدينة اليوم جنوبي سوق
آهراس، قُرب وادي ملاّق، في شرق الجزائر، وكانَ البكري قد ذكر هذه المدينة
في (القرن 11م)، فقال: بينها وبين الأُربس مرحلة، وهي بقرب ملاّق، وهي
مدينة أولية شامخة البناء وتسمى تيفاش الظالمة، وفيها عيون ومزارع كثيرة،
وهي في سفح جبل وفيها آثار للأول كثيرة إهـ. وذكرها الحسن الوزّان (ليون
الأفريقي) في (القرن 16م)، فقال: وأخيراً بقيت في ملك إحدى القبائل
الأفريقية، تدعى هوّارة، ولا تستعملها إلا كمستودع لحبوبها إهـ. وذكرَ ابن
عبد المنعم الحميري هذه المدينة في (القرن 15م)، وذكر وقيعة السّلطان
الحفصي بهوّارة، فقال: وإليها ينسب مؤلف كتاب: مشكاة أنوار الخلفاء وعيون
أخبار الظرفاء، عمر التيفاشي، وهو كتاب مطول حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد
ربه فأبدع، وله: قادمة الجناح في آداب النكاح. وبأرض تيفاش كانت الوقيعة
العظيمة لسلطان إفريقية الأمير أبي زكريا على هوارة في سنة 636هـ [1238م]
بمقربة من جبل أوراس، وكانوا طغوا وبغوا وصارت لهم شوكة ومنعوا الحقوق
للسلطان إهـ. وكانوا قد هاجموا قافلة ابن خلدون نفسه، في سنة 653هـ
(1255م)، حيثُ قالَ: لما خرجنا من تونس نزلنا بلاد هوارة، وزحفت العساكر
بعضها إلى بعض بفحص مرماجنة، وانهزم صفنا، ونجوت أنا إلى أُبَّة، فأقمت
بها عند الشيخ عبد الرحمن الوشتاتي من كبراء المرابطين، ثم تحولت إلى سبتة
إهـ. ومن الحنانشة فرعٌ مندرجٌ في قبيلة ريغة، الْمُوطّنة جنوب غربي
مدينة لَمديّة، وجاء في الْمقالِ الذي كتبَهُ N. Lacroix،
ونُشِرَ في المجلّة الأفريقيّة، أنّهُم كانوا في عام 1867م يتبعونَ
دائرةَ لَمديّة، وتقعُ مواطنُهُم بالضّفّة اليُمنى لوادي شلف، ويُعتقَدُ
أنّ لهُم نفس المنحدر معَ الحنانشة المفاتحة، الْمُوطّنين بدائرة بوغار.
ويروي شيوخُ القبيلةِ أنَّ أصلَهُم مِن طرابلُس، وأنّ جدّهُم مُرابطٌ
يُدعى: سي زكري بن زدير، ثُمّ عاشَ مُدّة عندَ قبيلة وامري المجاورة؛ في
حين تقولُ روايَة أخرى أنّ جدّهُم يُدعى: سيدي عبد الله القرّار، وأنّ
أصلهُ من المغرب الأقصى؛ بينما تقولُ روايَة ثالثةٌ أنّ جدّهُم سيدي حنّيش،
وأنّ أصلهُ من المغرب الأقصى، وهيَ الرّواية التي أخذَ بها Lacroix. وتنقسمُ هذه القبيلة اليوم إلى أربع فِرَقٍ، وهي: أولاد حَمّودة وأولاد بن عالية وذراع الصّابون والغُندَر إهـ.
اكبر تجمع للحنانشة سوق اهراس ولاية الطارف تبسة وجزء من عنابة
لحنانشة،
فقد ذكرناهُم آنفاً في هوّارة التّلول، وهُم قبيلة شاويّة كبيرة، كانت
زعامتها في نهاية العهد العثمانيين وبداية الإحتلال الفرنسي لعائلة الحرار،
وهم بلا شكّ، بنو بعرة بن حنّاش بن ونّيفن الهوارة، الذين ذكرهم ابن
خلدون، وهُو القَولُ الذي أخذَ بهِ الكاتب العسكري الفرنسي Feraud، والذي ذهب إليه De Slane أيضاً، في ترجمته لجزء تاريخ البربر، من تاريخ ابن خلدون. وقد أخطأ الرّحالةُ الإسپاني Marmol
فعدّهُم في بُطونِ العربِ الدّاخلين أفريقيَة في (القرن 11م)، والتَبَسَ
عليهِ الأمرُ، فظنّهُم أولاد حنّاش، من بُطونُ عَيّاض، من قبائلِ الأثبِجِ
الهلاليّة، الموطّنة بجبل القلعة. وأخذَ Carette برِوايَة Marmol،
هُو الآخرُ، وتبعهُ في ذلك كثيرٍ مِمَّن كتب عن الحنانشة. وكانَ جدّهُم
أبو الطّيّب بعرة بن حنّاش بن ونّيفَن، شَيخَ قبائلِ هَوّارة، قد أبلى
بلاءً حسناً في معركَة وادي شبرو العنيفة، التي وَقَعَت في نواحي تبسة، بين
جيوش الموحّدين وحلفائهم من عرب بني عوف بن سُليم من جهة، وجيوش ابن
غانية المايوركي المرابطي، وحلفائه من عرب الذواودة المرداسيين، من قبيلة
رياح الهلاليّة، ومن معهم من بربر هوّارة، من جهة أخرى. وانهزمت إذاكَ
جيوش ابن غانية، وفرّ هُوَ إلى جهة طرابلس، وأصبح يردد الغارات على جيوش
الموحّدين، وهزمهم في كثير من المعارك، إلى أن هلكَ، وانمحَت فتنتُهُ
بهلاكِهِ. وبَقِيَ بنو هّوّارةُ على ثورَتِهم، وكانوا من قبل قَد خضَعوا
للموحّدين في تونس، ولما انتقلت السّلطة إلى بني عمومتهم الحفصيين ظهر
منهم بعض التّمرّد وامتنعوا عن آداء المغرم، وأضرّوا بحركات القوافل، فخرج
إليهم السّلطان أبو زكريّا من تونُس في عام 1238م، وبعث لهم يخبرهم أنه
يريد أن يستعين بهم لحرب أهلِ أوراس، فتوافدوا عليه في معسكره ففتك بهم
قتلاً وسبياً، واغتصب أموالهم، وقتل كبيرهم أبا الطيب بعرة بن حناش، وأفلت
من أفلت منهم ناجياً بنفسه، واستقاموا بعد ذلك على الطاعة. وكانت هذه
الواقعة بنواحي تيفاش من أرض هوّارة، وتقعُ هذه المدينة اليوم جنوبي سوق
آهراس، قُرب وادي ملاّق، في شرق الجزائر، وكانَ البكري قد ذكر هذه المدينة
في (القرن 11م)، فقال: بينها وبين الأُربس مرحلة، وهي بقرب ملاّق، وهي
مدينة أولية شامخة البناء وتسمى تيفاش الظالمة، وفيها عيون ومزارع كثيرة،
وهي في سفح جبل وفيها آثار للأول كثيرة إهـ. وذكرها الحسن الوزّان (ليون
الأفريقي) في (القرن 16م)، فقال: وأخيراً بقيت في ملك إحدى القبائل
الأفريقية، تدعى هوّارة، ولا تستعملها إلا كمستودع لحبوبها إهـ. وذكرَ ابن
عبد المنعم الحميري هذه المدينة في (القرن 15م)، وذكر وقيعة السّلطان
الحفصي بهوّارة، فقال: وإليها ينسب مؤلف كتاب: مشكاة أنوار الخلفاء وعيون
أخبار الظرفاء، عمر التيفاشي، وهو كتاب مطول حسن ممتع ضاهى به عقد ابن عبد
ربه فأبدع، وله: قادمة الجناح في آداب النكاح. وبأرض تيفاش كانت الوقيعة
العظيمة لسلطان إفريقية الأمير أبي زكريا على هوارة في سنة 636هـ [1238م]
بمقربة من جبل أوراس، وكانوا طغوا وبغوا وصارت لهم شوكة ومنعوا الحقوق
للسلطان إهـ. وكانوا قد هاجموا قافلة ابن خلدون نفسه، في سنة 653هـ
(1255م)، حيثُ قالَ: لما خرجنا من تونس نزلنا بلاد هوارة، وزحفت العساكر
بعضها إلى بعض بفحص مرماجنة، وانهزم صفنا، ونجوت أنا إلى أُبَّة، فأقمت
بها عند الشيخ عبد الرحمن الوشتاتي من كبراء المرابطين، ثم تحولت إلى سبتة
إهـ. ومن الحنانشة فرعٌ مندرجٌ في قبيلة ريغة، الْمُوطّنة جنوب غربي
مدينة لَمديّة، وجاء في الْمقالِ الذي كتبَهُ N. Lacroix،
ونُشِرَ في المجلّة الأفريقيّة، أنّهُم كانوا في عام 1867م يتبعونَ
دائرةَ لَمديّة، وتقعُ مواطنُهُم بالضّفّة اليُمنى لوادي شلف، ويُعتقَدُ
أنّ لهُم نفس المنحدر معَ الحنانشة المفاتحة، الْمُوطّنين بدائرة بوغار.
ويروي شيوخُ القبيلةِ أنَّ أصلَهُم مِن طرابلُس، وأنّ جدّهُم مُرابطٌ
يُدعى: سي زكري بن زدير، ثُمّ عاشَ مُدّة عندَ قبيلة وامري المجاورة؛ في
حين تقولُ روايَة أخرى أنّ جدّهُم يُدعى: سيدي عبد الله القرّار، وأنّ
أصلهُ من المغرب الأقصى؛ بينما تقولُ روايَة ثالثةٌ أنّ جدّهُم سيدي حنّيش،
وأنّ أصلهُ من المغرب الأقصى، وهيَ الرّواية التي أخذَ بها Lacroix. وتنقسمُ هذه القبيلة اليوم إلى أربع فِرَقٍ، وهي: أولاد حَمّودة وأولاد بن عالية وذراع الصّابون والغُندَر إهـ.