ذمة وخلق
ولكن الإسلام حين جمع الناس على آصرة العقيدة ، وجعلها هي قاعدة التجمع أو قاعدة التفرقة لم يجعل الإكراه على العقيدة قاعدة الحركة فيه ، ولا قاعدة التعامل . ولم يجعل شريعة الغاب والناب هي التي تحكم علاقاته بالآخرين ، الذين لا يعتنقون عقيدته ، ولا يتجمعون على آصرته .
لقد فرض الله الجهاد على المؤمنين ، لا ليكرهوا الناس على اعتناق الإسلام ، ولكن ليقيموا في الأرض نظامه الشامخ العادل القويم . على أن يختار الناس عقيدتهم التي يحبون ، في ظل هذا النظام الذي يشمل المسلم وغير المسلم ، في عدل تام .
يقول الخالق سبحانه:
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة.
من كتاب " هذا الدين " لسيد قطب رحمه الله